عرض المقال
حكم الشعب حضورياً ونفذت المحكمة وجوبياً
2013-09-24 الثلاثاء
حكم العزل الشعبى ضد الإخوان هو الأهم وقد نُفذ وهو أهم من أى حكم عزل أو حظر أو منع أو مصادرة تصدره المحاكم، فمنذ «فاروق» وحتى «مبارك» وأحكام العزل وألقاب المحظورة حبر على ورق لسبب بسيط وهو أن الإخوان قد لعبوا لعبة الضحية بمنتهى المهارة واكتسبوا عند الناس صفات الناس الطيبين اللى ماتطلعش منهم «العيبة»، والآن وبعد أن طلعت العيبة كل العيبة وبرزت الأنياب والمخالب تم العزل الشعبى، فقد وصل أصحاب الأيدى المتوضئة واللسان العفيف لسب المفتى السابق بلفظ ابن الكلب داخل الحرم الجامعى، وسحلوا وذبحوا وحولوا المساجد لميليشيات ومتاريس ومخازن أسلحة وانتهكوا حرمة كل شىء وخانوا الوطن من أجل التنظيم، فى زمن «فاروق» وعندما حل جماعتهم «النقراشى» ظل الأمر فوقياً حكومياً لم يدخل نسيج المجتمع، وظل التفسير أنهم ضحايا مظلومون، جاء «عبدالناصر» وبعد الصلح والدلع فى البداية أدخل الإخوان السجون وأعدم البعض، فظل الأمر فوقياً ونجح من هاجر منهم إلى السعودية فى الحفاظ على تماسك التنظيم بفضل تعاطف الشعب مع الضحية، أما «السادات» فقد أخرجهم واستخدمهم مخلب قط ضد اليسار، وعندما اكتشفهم كان قد تأخر، وكانوا قد توغلوا وتغلغلوا ثم قتلوه، وكان قرار اعتقالات سبتمبر فوقياً وظلوا هم الضحية، ولم تنجح قرارات العزل والحظر، وعندما أراد «مبارك» تقسيم الغنيمة بين محاسيب رأسمالية «الوطنى» وسماسرة وكهنة التأسلم السياسى لم يرضَ الإخوان بالفتات وظلوا يؤدون دور الضحية فى مسرحية خداع وطن بمنتهى الإتقان، إلى أن أحس الشعب بعد يناير بأنه هو الضحية، كان ضحية الخداع والكلام المعسول أولاً ثم ضحية حكمهم الفاشل ثانياً فثار عليهم وخلعهم وطاردهم فى الشوارع، فتبدلت الصورة وتم حكم الشعب بالعزل والحظر فى 30 يونيو قبل المحكمة، وجاء قرار القضاء تحصيل حاصل، وهنا ولأول مرة نجح قرار الحل ولم يكن فوقياً بل جاء من الناس وبالناس ولصالح وطن اكتوى بنار الإخوان، قرارات العزل الفوقية حبر على ورق، ولكن عندما تحولت إلى دم على شارع فى المنيل وبين السرايات ورفح وكرداسة والمنيا أصبحت نافذة وقوية وفعالة، عندما تحولت إلى حرائق وبقايا رماد على جدران كنائس فى المنيا وسوهاج والفيوم وبنى سويف صارت قرارات العزل والحظر مؤثرة وحقيقية وواقعية، حكم الشعب ثم حكمت المحكمة هذا هو الطريق الصحيح لأى حكم وأى قرار وأى ثورة.